يسخّر تنظيم الإخوان الإرهابي عصابات مسلحة ومطلوبين أمنيا في تصفية حساباته السياسية، وهو ما حول تعز لساحة فوضى، ومأرب وكرا للاغتيالات.
فخلال عام 2022، خطفت الفوضى بتعز أرواح عشرات اليمنيين فيما تعرض كبار الضباط لاغتيالات وحشية بمأرب، ما أثار أسئلة بشأن دور تنظيم الإخوان الذي هيمن على المؤسستين العسكرية والأمنية في المحافظتين. وتسلط “العين الإخبارية” الضوء على أبرز المدن الخاضعة للإخوان والتي تحولت أوكارا لعصابات الفوضى واغتيالات للضباط وذلك مع قرب إسدال عام 2022 ستاره.
تعز تغرق بالفوضى ولم يكتف الإخوان بالسيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية بتعز وإنما ذهب التنظيم لتفريخ عصابات متخصصة بالنهب والقتل والجبايات، ودججوها بأحدث الأسلحة ما جعل الوضع الأمني أكثر تعقيدا.
وتسبب الإخوان بإزهاق دماء عشرات الضحايا خلال عام 2022 بعد ارتكابهم سلسلة انتهاكات تنوعت بين الاشتباكات وسط الأسواق والأحياء المدنية وبين الإعدامات خارج القانون ما حول تعز لغابة موحشة.
تلك الجرائم التي تسببت في تفاقم المشهد العام في البلاد لم تغب عن سجلات المنظمات الحقوقية التي جمعت “العين الإخبارية” من تقاريرها الشهرية فضلا عن تتبع خاص للجرائم، دفاتر سوداء للإخوان بعد أن حولت المحافظة الأكثر ثقلا سياسيا إلى وجه مشوه وقاتم.
وبلغت انتهاكات عصابات ومسلحي تنظيم الإخوان في مدينة تعز خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2022 أكثر من 198 انتهاكا تنوعت بين القتل المباشر والاختطافات والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة.
وخلفت انتهاكات مليشيات الإخوان في تعز أكثر 133 قتيلا وجريحا، منهم 39 قتيلا و94 مصابا وذلك إثر الاشتباكات التي فجرتها عصابات مسلحة أشهرها عصابة المدعو غزوان المخلافي والتي تتبع قيادات إخوانية نافذة.
وتصدر شهر يوليو/تموز معدل الانتهاكات حيث شهد أكثر من 44 انتهاكا ما خلف نحو 8 قتلى و14 مصابا، تلاه شهر سبتمبر/أيلول بنسبة انتهاكات بلغت 29 انتهاكا ما أدى لمقتل وإصابة 16 مدنيا على الأقل.
وأبرز وقائع سبتمبر/أيلول هي معارك فجرها مسلحون يتبعون الكتيبة الثالثة في اللواء “22 ميكا” بعد اعتدائهم على القاضي محمود عبدالله الصبري في محاولة لتطويعه للعدول عن إحدى القضايا ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص و5 جرحى مدنيين وذلك في حي “الثورة” شرقي تعز.
وفي ذات الشهر، فجرت عصابة مسلحة يقودها المدعو “غزوان المخلافي” وأخرى يتزعهما المدعو “علاء الجعشني” معارك طاحنة نشبت إثر نهب سيارة محملة بالقات ما أسفر عن مقتل شخصين وسط تعز.
تلك الجرائم للعصابات الإخوانية دفعت بعدد المواطنين والتجار إلى القيام بتحركات شعبية احتجاجية للمطالبة بتوقيف تلك العصابات وسط تجاهل تام من قبل السلطات الخاضعة للتنظيم الإرهابي عسكريا وأمنيا.
مأرب.. إمارة للاغتيالات ولا يختلف الوضع في مأرب (شرق) التي باتت بمثابة إمارة مغلقة لتنظيم الإخوان الإرهابي، فالمدينة النفطية باتت وكرا لاغتيالات الضباط اليمنيين بسبب هيمنة الإخوان عليها.
ولعل أبرز عمليات اغتيال تتبعتها “العين الإخبارية”، هي التي طالت مستشار وزير الدفاع اليمني وصانع انتصارات الجيش الوطني اللواء ركن محمد الجرادي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني بعد استدراجه إلى خارج مدينة مأرب.
وجاء اغتيال الجرادي بعد 7 أيام فقط من اغتيال الضابط اليمني في محور أزال نصر الدين الخذافي في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني في ذات المدينة الاستراتيجية.
وفي 17 سبتمبر/ أيلول 2022، أفلت مدير التصنيع العسكري في الجيش اليمني العميد حسين فرحان بن جلال بأعجوبة من تفجير إرهابي بعبوة ناسفة زرعت في عربة عسكرية انفجرت داخل حوش منزله.
وسبق ذلك بنحو 3 شهور عملية اغتيال عبر كمين مسلح طالت مؤسس قوات اليمن السعيد القائد عبدالرزاق البقماء في “وادي عبيدة” في الضواحي الشرقية بمدينة مأرب وذلك في 24 يونيو/ حزيران 2022.
وفي 14 مايو/ أيار 2022 اغتالت خلايا إرهابية أركان اللواء 159 مشاة العميد الركن عبدربه علي صالح الأحرق وذلك على تخوم مدينة مأرب في عملية تعد امتدادا لسلسة عمليات طالت كبار الضباط اليمنيين المناهضين للحوثيين.
تلك الاغتيالات التي قيدت ضد مجهول ضمن عشرات الاغتيالات والاختطافات التي طالت القيادات دون أدنى تحرك من القيادة السياسية والعسكرية والأمنية في مأرب الخاضعة للإخوان ما دفع الأهالي بالمطالبة بالكشف عن الجناة المتورطين وخلايا الحوثي.