تستعد محافظة حضرموت عصر يوم الخميس القادم ، الموافق 24 أبريل، لإقامة الفعالية الجماهيرية الكبرى تحت شعار ( حضرموت أولاً ) ، بمناسبة الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من قوى الشر والإرهاب ، في يوم تاريخي سطّره أبناء حضرموت بدماء شهدائهم الزكية ، الذين قدموا أرواحهم فداءً للأرض والعرض والدين .
تحمل هذه الذكرى في وجدان الحضارم والجنوب عامة أهمية بالغة ، فهي ليست مجرد محطة عابرة في التاريخ ، بل رمز للكرامة والسيادة واستعادة الحق ، ففيها يتجدد العهد على مواصلة النضال نحو انتزاع الحقوق وتحرير كل شبر من أرض حضرموت و الجنوب ، وتثبيت الحضور الجنوبي في كل مفصل من مفاصل الحياة السياسية والعسكرية والإدارية .
ان فعالية ( حضرموت أولاً ) تأتي كتعبير شعبي عارم عن رفض التهميش والإقصاء ، وتأكيد على أن حضرموت ، بما تمثله من ثقل بشري وتاريخي وثقافي ، لن تكون إلا جنوبية ، ولن تقبل بأي محاولات لتفرد أي مكون بتمثيلها أو تقرير مصيرها.
إنها رسالة واضحة بأن المشروع الجنوبي هو المسار الشرعي الذي يحتضن تطلعات أبناء الجنوب منذ أن سُلبت دولتهم في حرب صيف 1994 الظالمة .
وقد أثبتت قوات النخبة الحضرمية ، منذ تأسيسها أنها النموذج الأمني الناجح الذي حاز على ثقة أبناء حضرموت ، بما قدمته من دور بطولي في ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية مكتسبات الجنوب ، في المقابل، فإن أي قوة تعمل خارج الإجماع الحضرمي والجنوبي لا تمثل إلا أدوات مشبوهة لأجندات خارجية هدفها استنزاف خيرات حضرموت وإضعاف نسيجها المجتمعي .
لقد استطاعت القوات الجنوبية ، وفي مقدمتها النخبة الحضرمية ، خلال فترة قصيرة ، تحقيق إنجازات ملموسة نالت احترام وتقدير دول التحالف والمجتمع الدولي ، وأثبتت أن أبناء الجنوب قادرون على حماية أرضهم وإدارتها بكفاءة عالية .
إن هذه الفعالية الجماهيرية تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي دأب أبناء حضرموت على تنظيمها ، للتعبير عن تمسكهم بخيار الدولة الجنوبية الفيدرالية ، وتجديد دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل سياسي لقضيتهم ، ومفوض من قبل الشعب للسير بثقة نحو تحقيق مشروع الاستقلال واستعادة الدولة ، بالرغم من الحروب العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية التي تمارس ضد ابناء الجنوب .
وتحمل هذه المناسبة رسالة قوية مفادها أن حضرموت كانت وستظل جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من الجنوب، وأن وادي حضرموت لن يكون معزولاً عن حضرموت الساحل، بل سيعود إلى حضنها إدارياً وعسكرياً بإرادة أبنائه .
وفي الختام، فإن فعالية ( حضرموت أولاً ) ليست فقط تظاهرة جماهيرية ، بل هي مناسبة وطنية لتجديد العهد والولاء لشهداء التحرير، وللتأكيد أن الجنوب قادم بهويته ودولته، وأن حضرموت لن تكون إلا بيد أبنائها الأحرار وأن النخبه خير نموذج على الارض الحضرمية .