شعرت بالحزن الكبير لرحيل رفيقي المناضل فضل سعيد شايف عضو مركزية الاشتراكي والقائم باعمال دائرته التنظيمية الذي صعدت روحه النقية إلى بارئها بعد معاناة مع المرض وسنوات عطاء خالدة ، ليتوقف قلبه عن الخفقان ، وهو القلب الذي طالما نبض بالوطن وقضاياه طوال مسيرة الفقيد النضالية والكفاحية في صفوف الحزب الاشتراكي وخاصة منذ ما بعد حرب صيف 94 الظالمة ، وهي فاجعة صادمة لكل من عرف الرجل ببساطته ودماثة اخلاقه وإخلاصه الكبير للقيم التي حملها والمبادئ التي اعتنقها وعاش عليها حتى وافاه الاجل ، لم يتذمر يوما ولم يطرق اليأس بابه ولم تخر قواه وعزيمته وارادته الصلبة ، ولم ينكسر في كل الملمات ، وظل باستمرار شعلة نضال لا تنطفئ بقلبه الكبير الصبور المتعب الذي كافح ونافح حتى الرمق الاخير .
لقد كان الفقيد فضل ذاكرة الحزب التنظيمية التي جسدت بكل حرفية معنى العمل التنظيمي بما يرافقه من جهد وصبر ورحابة صدر ، وبما يكتنفه من أفكار خلاقة شكلت بمجملها حلقة الوصل والاتصال بين منظمات الحزب أينما وجدت ، وكان الحاضر دوما أتراح رفاقه وافراحهم ، ورغم كل ما كان يعانيه ويعيشه من ظروف قاهرة ومعاناة مرضية إلا أن الابتسامة لا تفارق محياه بوجهه البشوش وروحه التي كانت تشع كقناديل المدن في الليالي الحالكة ، ولم يفقد الأمل يوما في ضرورة التغيير كحتمية تاريخية ، ولقد رافقه ذلك الأمل في كل المنعطفات التي خاضها مع رفاقه وكل المناضلين انتصارا للحقوق والحريات والقضايا الوطنية العادلة .
انها لخسارة كبيرة بطعم العلقم رحيل الرفيق فضل سعيد شايف قبل الأوان ولم ينبلج الفجر بعد ، ولا يزال حلمنا المشترك مزهرا في الخلاص من الاستبداد وقوى التخلف والظلام واقامة الدولة المدنية العادلة ، وكان لم يزل في العمر متسع للامنيات الجميلة التي لم تكن تفارق الراحل بكل ما حفلت به نفسه من قيم نبيلة ومواقف عظيمة جسدها فكرا وثقافة وسلوك ، وعلمها رفاقه وابنائه ، وأنها لخسارة موجعة ذلك الفقدان الذي منينا به جميعا لواحد من انبل الرجال واصدق المناضلين .
أن أمثال فضل سعيد شايف لا يموتون أو تطالهم يد النسيان ، وسيظلون خالدين خلود مآثرهم وتجربتهم النضاليه وبما قدموه لاوطانهم من عطاءات دون منة ومن تضحيات دون مقابل ، وسبظلون أحياء لأنهم سجلوا في رصيد حياتهم ما يبقيهم احياء في ضمير التاريخ وقلوب الشرفاء .