أن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس وهو أقوى بقيادته السياسية وقواته العسكرية والأمنية والالتفاف الشعبي والجماهيري الواسع حول مشروعه الوطني على طول وعرض جغرافيا الجنوب . قراءة المشهد اليوم تقول بأن التحالف وبالذات السعودية تريد لها خروج مشرف يحفظ ماء وجهها والأهم لديها هو تأمين حدودها ومدنها من الاعتداءات الحوثية وهل تسعى و معها الوسطاء لإيجاد يحقق لها لهذا الأمر . التسريبات تقول بأنه هناك شبه اتفاق على الحل عبر ثلاث مراحل تتمثل المرحلة الأولى في دفع الرواتب بحسب كشوفات العام 2014م في كلا مناطق سيطرة الحوثيين والشرعية عبر حساب خاص في البنك المركزي ستشرف عليه لجنة خاصة من الوسطاء الإقليمين والدوليين والى هذا الحساب ستورد جميع اي الإيرادات من مناطق سيطرة الحوثي والشرعية مع وقف فوري لكافة الاعمال العسكرية والقتالية من قبل الجميع وفتح الطرقات والموانئ والمطارات وهذه المرحلة مدتها ستة أشهر بحسب التسريبات . المرحلة الثانية ومدتها سنتين وهي مرحلة انتقالية ستشكل فيها حكومة انتقابية لإدارة المرحلة وتنظيم العلاقة بين الجنوب والشمال. المرحلة الثالثة والأهم هي مرحلة مفاوضات الحل النهائي وما ستسفر عنه . طبعا تحقيق كل ذلك مرهون بمصداقية وجدية الأطراف السياسية في الوصول إلى الحل السياسي وبمدى ضغط وتأثير الرعاة الإقليمين والدوليين على كل الأطراف السياسية في الساحة اليمنية . بالنسبة لنا كجنوبيبن الأهم لدينا في كل ذلك هو موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي والممثل لقضية شعب الجنوب . مما لايختلف علبه اثنان بأن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح اقوى الأطراف في إطار الشرعية بقيادته السياسية التي استطاعت اكتساب شرعيتها من خلال مشاركته في المجلس الرئاسي والحكومة و استطاعت كذلك فرض قضية الجنوب على الإقليم والعالم وعدم تجاوزها في أي تسويات أو حلول سياسية يراد تمريرها . كما يستمد المجلس الانتقالي الجنوبي قوته من قواته العسكرية والأمنية التي أصبحت اليوم قوة ضاربة بما تمتلكه من عقيدة قتالية وولاء وطني جنوبي ومن شجاعة واقدام حققت بسبب تلك العقيدة القتالية و الولاء الوطني الانتصارات على المليشيات الحوثية وكسرت زحوفها واوقعت بها الهزيمة تلو الهزيمة على حدود الجنوب و حاربت وتصدت كذلك -هذه القوات – للجماعات الإرهابية التي غرستها ودعمتها ومولتها – ولا زالت- قوى الاحتلال اليمني الإخوانية والعفاشية والحوثية لتكون خنجر يطعن ظهر الجنوب و يقلق سكينته ويغتال قادته ويعرقل تحقيق مشروعه ويؤخر تحقيق آمال وتطلعات شعبه في الوصول إلى هدفه المنشود في استعادة وبناء دولته الوطنية الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الجنوبي بحدود العام 1990م . كما أن أهم وأقوى الاسباب التي تجعل من المجلس الانتقالي اقوى الأطراف السياسية ضمن قوام الشرعية اليمنية هو امتلاكه للحاضنة الشعبية والالتفاف الجماهيري الكبير حول المشروع السياسي الذي يحمله وهي الحاضنة التي أثبتت أنها الرقم الاصعب والمرحج للكفة في كل المراحل منذ إنطلاق شرارة الحراك الجنوبي وعبر كل المراحل والمنعطفات التي مرت بها مسيرته ثورته التحررية السلمية منها والعسكرية أن التعاطي الإيجابي مع كل المبادرات والحلول التي تطرح أمر لابد منه في عالم السياسة خاصة في ظل تواجد التحالف العربي والحضور الإقليمي والدولي و كذلك واليمن تحت البند السابع وفاقدة لقرارها الوطني . مايجب أن نشير إليه هنا ونؤكد عليه أيضا إلى أنه لا خوف اليوم على الجنوب وقضيته ومشروعه الوطني فالجنوب اليوم في وضع اقوى مما كان عليه بالأمس بفضل الله اولا ثم بفضل قيادته السياسية وقواته العسكرية والأمنية وحاضنته الشعبية وعدالة قضيته الوطنية وهي حقيقة ادركنها و تدركها القوى المحلية اليمنية بمختلف تسمياتها وكذلك دول التحالف العربي والوسطاء الإقليمين والدوليين ولايمكن بأي حال من الأحوال تجاوز قضية شعب الجنوب أو تجاهل تطلعاته المشروعه فلماذا الخوف ؟