الإخوان.. سبع سنوات من الخيانة والمتاجرة بدماء الشهداء
› كتبه | حسين المحرّمي
ها نحن على مشارف العام الثامن، وطي صفحات العام السابع من الحرب الحوثية على محافظات الجنوب بشكل خاص والمحافظات اليمنية بشكل عام منذ شهر مارس 2015م، ونحن وندور حول أنفسنا في “آلة الغسيل” تتخبطنا الأيام، وكلما أردنا النهوض والتقدم عُدنا إلى نقطة الصفر والانطلاق غاضين طرفنا عن تكرار المواقف والأماكن والأخطاء.
في عام 2015م سقطت معظم محافظات الجنوب وكذا اليمنية بيد مليشيات الحوثي الإرهابية إن لم تكن كلها، عدا بعض المناطق التي لربما لا تُرى في الخارطة الجغرافية المصغرة، ليأتي التحالف العربي بجذوة أمل اسمها “عاصفة الحزم” لتصنع من “باروت” شباب الجنوب المقاومين جحيماً تلتهم كل غازيا من فلول تلك المليشيات الإرهابية.
يوماً بعد آخر وإذا بتلك القوة والمقاومة الشعبية الجنوبية قد صارت ندًّا قويا متحليا بإرادة وطنية في وجه الزحف الحوثيعفاشي ومحاولة الاحتلال الثاني على الجنوب، والاستحواذ على ثروات شعبه، وتكرار سيناريو حرب صيف 1990م، ليتم الإعلان بعدها بأشهر وأيام قليلة تحرير معظم محافظات الجنوب عدا في بعض النازحين إلى المناطق التي تقع على الحدود الجغرافية، أو تلك المناطق التي تظهر الولاء والسلم وتبطن الفكر السلالي الإمامي والصرخة الحوثية كالتي تتواجد في شمال المحافظات الشرقية.
انتصارٌ عُلِّقت عليه أحلام أطفال وأسر الشهداء والجرحى، الذين قدموا أرواحهم وأجسادهم رخيصةً دون تردد؛ فداءً للوطن وكي يعيش أولادهم حياتهم بعيدا عن ظلم الوحدة المشؤومة.. لكن سرعان ما تلاشت هذه الأحلام وتبددت، ليشب ذوو الأحلام وأولاد الشهداء على صفوف طويلة “طوابير” ينتظرون حصتهم من الخدمات الحياتية ليشتروا قوت يومهم من خبز “روتي”، أو أسطوانة غاز..!
سبعُ سنواتٍ عجاف، اليومُ فيها بدهرٍ من المعاناة التي يتجرعها المواطنون وفي مقدمتهم أسر وأبناء الشهداء والجرحى، في الوقت الذي يتم تسليم مناطق ومدن (محررة) ارتوت ترابها بالدماء الزكية للمليشيات الإرهابية لأغراض سياسية، وكأوراق ضغط لتحقيق مصالح شخصية.
سقوط الجوف ومعظم محافظة مأرب بيد مليشيات الحوثي، وكذا تسليم مديريات بيحان الثلاث بمحافظة شبوة، بعد تحريرها بالكامل، بالإضافة إلى “إهداء” عشرات الألوية بكامل عتادها وجاهزيتها العسكرية والقتالية والسلاح الثقيل من قِبل جماعة الإخوان، دليل كافٍ على متاجرة “جماعة الإخوان” بدماء الشهداء، والاستفادة من إطالة أمد الحرب، لتحقيق أهدافها الحزبية الأنانية ومصالحها الضيقة.
سبع سنوات من الخيانات، والمتاجرة، والتسليم، والتحرير المتكرر (كما حصل في مديريات بيحان)، واستخدام دماء ومعاناة الناس أوراق ضغط سياسية، وموقفها المتفرج مما يدور في جبهات القتال ضد المليشيات الحوثي… دلائلُ واضحةٌ، ودروسٌ كافية، لانتزاع الثقة عن “جماعة الإخوان” من قِبل التحالف العربي، وأسباب مشروطة لاستكمال تحقيق أهدافه.