هيكلة قيادة حلف قبائل حضرموت… خطوات تصحيحية لإنقاذ الهوية الحضرمية ووحدة الصف ووقف هيمنة النخب الفردية
شبكة المهرة الأخبارية /متابعات/ الثلاثاء 8 أبريل 2025م:
تشهد حضرموت تحركاتٍ جادة لإعادة هيكلة قيادة حلف قبائلها ، في خطوة تُعبر عن إرادة جماعية لتجاوز مرحلة الاستئثار والتفرد في صنع القرار الحضرمي وضمان مشاركة فعّالة لجميع القبائل في قيادة الحلف.
فالقِيادة السابقة التي تم إعفائها ، والتي أجمعت القبائل على إعفائها ، باتت فاقدةً للشرعية بعدما تحوّلت إلى هيكلٍ فردي بعيدً عن التمثيل الحقيقي لعموم القبائل و المناطق الحضرمية ، مما يدفع إلى تشكيل قيادة جديدة تُعبّر عن الإجماع وتقطع مع ممارسات الماضي .
لم تكن الاجتماعات الأخيرة ، مثل اللقاء الهزيل الذي عقده عمرو بن حبريش السبت الماضي ، سوى محاولة يائسة لإطالة عمر قيادةٍ منزوعة الشرعية ، حيث قوبلت بمقاطعة واسعة من الشيوخ الفعليين للحلف ، وهو دليلٌ واضح على أن ابناء حضرموت لم يعودوا يقبلون بالمسرحيات السياسية التي تُفرّق الصفوف وتُضعف الموقف التفاوضي للحلف .
إن اختيار قيادة جديدة يمثّل فرصةً لتصحيح المسار الحضرمي ، وضمان تمثيلٍ عادل لجميع القبائل دون احتكار أو هيمنة من فصيلٍ أو قبيلة بعينها ، فحضرموت، بتنوعها الجغرافي والقبلي ، تحتاج إلى قيادةٍ تكرس وحدة الصف الحضرمي وتُحبط أي محاولات لاختراقها أو استغلالها، سواء من قبل الميليشيات الحوثية أو أي قوى خارجية تسعى لاستثمار الأزمات الداخلية.
بل أن الوعي المتصاعد لدى المواطن الحضرمي و الالمام بدور المُستفيدين من تفاقم الأزمات الخدمية والاقتصادية ، سيدفعه لرفض أي محاولات لاستغلال معاناته ، فالشعب الذي عانى ويلات التهميش و الإقصاء لن يقبل بأن يكون أداة في يد من يسعى لزعزعة أمنه أو تمزيق نسيجه الاجتماعي .
ختاماً، إن إعادة بناء الحلف بقيادة جماعية شرعية ليست خطوة اختيارية ، بل ضرورةٌ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ، فحضرموت، بوحدتها وإرادة أبنائها ، قادرة على أن تكون صخرةً تتحطم عليها كل المخططات المشبوهة ، وأن تظل وفية لإجماعها الجنوبي، مُعلنة للجميع : أن الوادي أيضاً لن يُغرد خارج السرب الحضرمي والجنوبي .