تحرر الجنوب وعدن من ميليشيات الحوثي وكسرت مشروع إيران في المنطقة واليوم نجد أن كل القوى التي تدّعي معاداة الحوثي اصطفّت معه في حملات إعلامية تستهدف الجنوب ومجلسه الانتقالي بالأمس كانوا يدّعون محاربة المشروع الإيراني، واليوم يهاجمون من واجهه على الأرض وانتصر عليه.
منذ تحررها كانت عدن الحضن الآمن للكل استقبلت الجميع أمنتهم، وتحملت أعباء النزوح والانهيار الاقتصادي، ومع ذلك نجد أن جهود هؤلاء تتركز على محاربة الجنوب وعدن ويجسدون المثل القائل يشربون من البئر و يبصقون فيه.
الجرائم وقضايا الفساد تحدث في كل المحافظات، لا سيما في تلك التي يسيطر عليها الحوثي، حيث يعيش الناس في قمع وفساد ممنهج، ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك لا إعلام يكشف، ولا تقارير تستنكر، وكأن الجنوب وحده هو المسؤول عن كل مشاكل اليمن من أبسط الأمور في عدن يجعلونها ترند، بينما يغضون الطرف عن المعاناة الحقيقية التي يعيشها الناس في الشمال والجنوب.
كل هذه الحملات الموجهة ضد عدن والجنوب لها هدف واحد: إلصاق كل الأزمات بالمجلس الانتقالي، رغم أنه لا يملك القرار الاقتصادي، ولا يتحكم في الموارد، ولا يدير الدولة منفردًا يريدون حرف الأنظار عن الفشل الحقيقي، ويبحثون عن شماعة يعلقون عليها فسادهم وتخاذلهم.
اليوم من يحاربون عدن والجنوب هم أنفسهم من فشلوا في تحرير الشمال، وهم أنفسهم من يعيشون في كنف الحوثي بلا مقاومة يتحدثون عن الأوضاع في عدن بينما لا يجرؤون حتى على الحديث عن انتهاكات الحوثيين يزايدون على الجنوب، لكنهم لا يملكون مشروعًا، ولا قضية، ولا حتى موقفًا واضحًا.
ورغم كل ذلك، سيبقى الجنوب صامدًا، وسيبقى الانتقالي الرقم الصعب، مهما حاولوا التشويه والتشويش.