الشيخ راجح باكريت القائد الذي لا يغيب: عطاء مستمر ورؤية متجددة
شبكة المهرة الأخبارية /متابعات/ الخميس 6 فبراير 2025م:
مقال لـ : سعيد سيدون
في سجلّ الزمان ، لا تمرّ الأيام دون أن تترك شخصيات بارزة بصمتها على صفحات التاريخ ، ويأتي الشيخ راجح باكريت كواحد من هؤلاء الذين كتبوا قصتهم بأحرف من ذهب .
هو شخصية قيادية استثنائية ، وملهم شعبي استطاع بحنكته وذكائه السياسي أن يكون رمزاً فريداً في محافظة المهرة وعلى امتداد الوطن.
ليس من السهل أن تجد شخصية تجمع بين الحكمة والشجاعة والعمل الدؤوب ، لكن الشيخ راجح باكريت أثبت أن القيادة ليست مجرد منصب ،بل رؤية وخدمة وعطاء لا ينقطع .
محطات مضيئة في مسيرته:
تعيينه محافظاً للمهرة عام 2017 م لم يأتِ تعيينه من خلفية حزبية أو سياسية ضيقة ، كما هو الحال مع غيره من المسؤولين في المحافظات أو المركز ، بل كانت كفاءته وعلاقاته الوطنية بوابته نحو هذا المنصب ، فاختيار القيادة له كان قراراً يحمل ثقة كبيرة لم تتزعزع يوماً.
استقبال شعبي فريد
عندما تم تعيينه محافظاً، خرجت جموع المهرة لاستقباله في مشهد احتفالي غير مسبوق في المهرة يعكس حب الناس له وتقديرهم لشخصيته . لم يكن هذا الاستقبال مجرد مراسم رسمية ، بل تعبيراً صادقاً عن الثقة التي منحها أبناء المهرة له.
إعادة هيكلة المؤسسات وتنشيط العمل الشبابي
منذ اللحظات الأولى لتوليه المنصب ، شرع في إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية وتنشيط العمل الإداري ، مع إعطاء فرص للشباب لتولي المناصب القيادية ، كانت قراراته بمثابة رياح تغيير، حملت معها روح التجديد والعمل الجاد.
مشاريع تنموية وخدمية
خلال فترته، أصبحت المهرة منبراً للإنجازات التنموية ، حيث نفّذ العديد من المشاريع الحيوية في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه ، ولم يغفل عن دعم القطاع الرياضي ، حتى وصلت بعض أندية المهرة إلى التمثيل الوطني والدولي ، كما استضافت المحافظة بطولة عربية للشطرنج لأول مرة .
مواجهة التحديات بثبات
لم تكن قيادة المهرة مهمة سهلة ، بل كانت محفوفة بالتحديات ، أبرزها إعصار اللبان ، الذي شكّل امتحاناً حقيقياً له ، وعلى اثره لم يكن الشيخ راجح قائداً يراقب من بعيد ، بل كان في ميدان الحدث ، متنقلاً بين المديريات ، مشرفاً بنفسه على حملات الإغاثة وبتوجيه جريء ، استخدم إيرادات المحافظة في إعادة الحياة سريعاً، عندما غاب الدعم الحكومي.
وفي مواجهة التحديات السياسية والأمنية، ظل حارساً للسلم الاجتماعي، قادراً على الحفاظ على الأمن والاستقرار رغم محاولات زعزعته.
العودة والمبادرات المجتمعية
لم تتوقف مسيرته عند انتهاء فترة عمله كمحافظ ، بل عاد إلى صدارة المشهد بقوة من خلال مبادرات إنسانية وإغاثية ، أبرزها كان دعمه المباشر للمديريات النائية على سبيل المثال لا الحصر وادي المسيلة وتأسيسه اتحاد شباب الغد، الذي أصبح منصة للشباب المهري لتنفيذ العديد من الأنشطة الخيرية والثقافية والرياضية ، مما أكسبه مزيداً من الشعبية والتقدير.
إحياء التراث وتعزيز الهوية
كان الشيخ راجح دائماً حريصاً على إحياء الموروث الثقافي للمهرة ، من خلال العديد من الفعاليات أبرزها مهرجان المزاينة و المحالبة في اثوب التي جذبت اهتماماً كبيراً من أبناء المحافظة ودول الجوار ، لتكون نافذة مشرقة على تاريخ المهرة الغني وثقافتها العريقة.
رمز وطني استثنائي
رغم الحملات الإعلامية التي حاولت النيل من سمعته ، بقي صامداً كشموخ جبال المهرة الشامخة ، لا تهزه الأعاصير ولا تضعف عزيمته ، القيادة بالنسبة له ليست منصباً عابراً ، بل رسالة خدمة وعطاء مستمر.
ختاماً
إن سيرة الشيخ راجح باكريت ليست مجرد حكاية عابرة ، بل ملحمة قيادة ملهمة تستحق ان تسجل وتوثق و تُروى للأجيال القادمة . وكما يقول دائماً: ” الخير قادم هذه ثقتي بالله ” ، فإننا على يقين أن نجاحاته ستتواصل ، وستظل المهرة والوطن يفتخران به .
نتمنى له مزيداً من التوفيق والنجاح في خدمة المهرة والوطن الجنوبي.