الأحد , 24 نوفمبر 2024
فبعد مضي أكثر من ثلثي مدة الهدنة السارية والتي اقترحتها الأمم المتحدة تهرب مليشيات الحوثي من تنفيذ التزاماتها تجاه الهدنة والسلام وترفض فتح الطرقات إلى تعز معززة حصارها على المدينة المخنوقة للعام السابع على التوالي.
وكعادتها في المراوغة وصناعة المعوقات والانتقال إلى مربعات خارج مساحة الاتفاقات التي قبلت بها، خرج موقف جديد للمليشيات حول حصار مدينة تعز يقترح ما أسماها القيادي في المليشيات الإرهابية محمد علي الحوثي مبادرة لفتح طرقات تعز وإنهاء الحرب.
ويفرض موقف مليشيات الحوثي الجديد حول مدينة تعز الاستسلام من قبل الحكومة الشرعية والجيش والأمن في تعز للمليشيات مقابل فتح الطرقات والمعابر إلى مدينة تعز وإنهاء الحصار على قاعدة الاستسلام مقابل إنهاء الحصار.
وكشف نشطاء حوثيون في تناولاتهم مضمون الموقف الحوثي الأخير والذي يسعى إلى خلق وضع خاص في تعز يضمن للمليشيات شراكة مع السلطات المعترف بها في تعز بإدارة الجزء غير المحرر وبذلك تكون حصلت على اعتراف بحكمها نصف محافظة تعز كسلطة أمر واقع.
ماهي مبادرة تعز الحوثية؟
وعلمت “العين الإخبارية”، من قيادي سياسي رفيع في صنعاء مضمون وأهداف المبادرة الحوثية لتجزئة اتفاق الهدنة المدعوم من الأمم المتحدة والمؤلفة من 3 شروط تزعم خلالها ضرورة أولا “إنهاء القتال” و”رفع المواقع” ثم “فتح الطرقات”.
وأوضح القيادي، فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، أن مليشيات الحوثي وضعت آلية تنفيذية تستعد تقديمها للمبعوث الأممي إلى اليمن والوسطاء المحليين لتنفيذ موقفها المعلن تحت مسمى “مبادرة تعز”.
وحول مضمون المبادرة، قال إن آليتها التنفيذية تقوم على إدارة أمنية مشتركة للمعابر والطرقات ومناطق خطوط التماس بقيادة لجنة أمنية من مليشيات الحوثي والسلطة المعترف بها في مدينة تعز، جنوبي اليمن.
وعن سؤال “العين الإخبارية” حول هدف الحوثيين من المبادرة المزعومة، رد بأن المليشيات تستهدف أن “تفصل ملف تعز عن اتفاق الهدنة السارية وعن اتفاق ستوكهولم الذي تضمن تفاهمات خاصة بتعز.
كما تسعى مليشيات الحوثي إلى وضع تعز خارج سياق الاتفاق العام وتحويلها إلى قضية صراع بين طرفين وليست قضية حصار جائر واعتداء من قبل طرف انقلابي على ملايين السكان المدنيين، وفقا للقيادي اليمني.
وتأتي مبادرة المليشيات المزعومة بشأن تعز ضمن مخطط إيراني واسع النطاق يستهدف في نهاية المطاف اسقاط مشروعية مواجهة وإنهاء الانقلاب الحوثي من قبل قوات الشرعية، كما حدث في الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم والذي استثمر لصالح شرعنة سيطرة الحوثي.
تشتيت الاتفاقات وتجزئتها
المبادرة المزعومة اعتبرها سياسيون هروبا جديدا للانقلابيين من تنفيذ أي اتفاقات وامتدادا لنسف ونقض الهدن منذ حروبها المستعرة في صعدة 2004.
وبحسب القيادي في حزب التنظيم الناصري اليمني، مجيب المقطري، فإن “ما صدر عن المليشيات الحوثية حول تعز يعد إعلانا صريحا بأن الحصار سيستمر كونه فُرض لإجبار المدينة على الاستسلام للمليشيات الحوثية بعد كل سنوات الحصار والصمود من قبل السكان ورفضهم قبول المليشيات والمشروع الإيراني”.
وقال السياسي اليمني، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن ما صدر عن محمد علي الحوثي سبقه موقف آخر أعلنه محمد عبد السلام فليته ناطق المليشيات ورئيس وفدها التفاوضي وزعم صراحة “أن ملف مدينة تعز غير إنساني ولم يشمل اتفاق الهدنة رفع الحصار عن تعز” وهو ما يعني استمرار الحصار أو القبول بالاستسلام.
وأشار المقطري إلى أن المليشيات الحوثية تناور دوما عند كل استحقاق مقرر عليها القيام به وتعمد إلى تجزئة القضايا والملفات وتشتيتها وما إعلان موقفها حول تعز سوى نسف لاتفاق الهدنة واختراع صيغة جديدة تحصن المليشيات من تنفيذ بنود بناء الثقة بين الطرفين.
وأكد أن الجانب الحكومي والتحالف نفذا ما هو محدد عليهما القيام به من إيقاف للعمليات العسكرية وإستئناف سير الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء والسماح بتدفق شحنات إضافية من الوقود عبر ميناء الحديدة بينما لم تنفذ المليشيات ما يخصها بما فيه فتح شريان إلى تعز.
كما أكد أن مليشيات الحوثي سعت في استثمار الهدنة الإنسانية لتحريك تعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال وواصلت القنص والقصف بالطيران المسير واستحداث تحصينات وتنفيذ هجمات في محاور مختلفة.
واعتبر الموقف الحوثي المتعنت من دعوات وخطوات السلام تأكيد على أن هذه المليشيات لا تجد للسلام مساحة في مشروعها الطائفي التوسعي الذي يخدم المشروع الفارسي بدرجة رئيسية ويستهدف الأمة العربية بكلها وليس اليمن فقط.
وكان مجلس القيادة الرئاسي اليمني وجه رسالة رسمية، الأربعاء، للأمم المتحدة وذلك بشأن تنصل الحوثيين عن تنفيذ تعهدات الهدنة الإنسانية بما فيه “رفع حصار تعز”.
ومؤخرا، ارتفعت المطالبات الدولية والشعبية اليمنية لمطالبة مليشيات الحوثي، باتخاذ خطوات ملموسة لصالح السلام ورفع حصار تعز جنب إلى جنب مع فتح مطار صنعاء بموجب الهدنة الأممية.
وتوجت الجهود الأممية بهدنة إنسانية لمدة شهرين تنتهي يوم 2 يونيو/حزيران 2022 وتضمنت إلى جانب خفض تصعيد العنف، عقد مباحثات لرفع حصار تعز المشدد كمطلب إنساني يفاقم معاناة ملايين اليمنيين من سكان المدينة.
وتحتل تعز الريادة بين المدن اليمنية سياسيا وفكريا ومجتمعيا، فهي العاصمة الثقافية للبلاد، وتضم القاعدة الأكبر للأحزاب السياسية، وشكلت بفعل تكوينها الطبيعي والبشري محل أطماع الحوثي والإخوان، ويحاصرها الانقلابيون منذ 7 أعوام ونصف بشكل قاس وحشي .
نوفمبر 23, 2024
نوفمبر 23, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024