الشوبجي وأبناؤه.. مدرسة فريدة في التضحية والشجاعة للدفاع عن الجنوب
الإثنين – 09 مايو 2022
شبكة المهرة الاخبارية
تواصل عائلة الشوبجي في محافظة الضالع جنوبي اليمن، تقديم التضحيات في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل الحوثي والقاعدة.
وتعد عائلة الشوبجي مدرسة فريدة في التضحية والشجاعة، حيث مثلت وثبة الأشقاء الأربعة ووالدهم لمواجهة مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة درسا وطنيا لن تغفله كتب التاريخ.
وضربت العائلة أروع نماذج التضحية بالنفس في سبيل قهر مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك عقب ترجل 5 من فرسانها منذ 2019، وهم الأب و4 من أبنائه، خلال معارك حاسمة ومصيرية.
ِوكانت آخر بطولات “آل الشوبجي”، الجمعة الماضية، عندما قتل العميد محمد يحيى الشوبجي، قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الضالع، وقائد اللواء السادس مقاومة تهامية، وهو يتصدى لهجوم إرهابي لتنظيم القاعدة.
وأدى الهجوم الإرهابي إلى مقتل كافة العناصر المهاجمة بما فيه قائدهم، وهو أحد أمراء تنظيم القاعدة الإرهابي، على يد الشوبجي ورجاله.
ويعد العميد محمد هو الابن الرابع للأب الراحل يحيى الشوبجي، الذي يترجل في ميدان المعركة ويلحق بأشقائه الثلاثة؛ شلال ومازن وأنور، في سبيل غاية سامية، عنوانها الدفاع عن الوطن وتحقيق الأمن والاستقرار في الضالع وكل البلد.
الشوبجي الأب هو قيادي سياسي بارز، انتفض كغيره، رفقة عائلته لمقاومة مليشيات الحوثي 2015، لكنه بات معروفا في مايو/ أيار 2019، بعد مقتل نجله القيادي البارز في المقاومة الجنوبية شلال والذي ترك منصبه الأمني وتقدم الصفوف لخوض معركة المعركة ضد الإرهاب.
وفي مايو/أيار من العام الماضي، قاد الأب كتائب قتالية تحمل اسم نجله شلال، وتوغل ليحرر عديد المواقع الاستراتيجية بما فيها “الفاخر” و”بيت الشرجي” على حدود محافظة إب (وسط البلاد) ويكبد الحوثي خسائر فادحة عدة وعتادا، قبل أن يقتل.
العميد الشوبجي
سجل بطولي منقطع النظير لعائلة الشوبجي في مقارعة المليشيات الحوثية في الجنوب ومحافظة الضالع، توجها الراحل الرابع العميد محمد الشوبجي وهو يقاتل تنظيم القاعدة الإرهابي حليف الحوثيين، إذ التحق بوالده بعد عام وأشقائه.
وكانت المقاومة الجنوبية أعلنت في مارس/أذار 2020، تشكيل اللواء السادس مقاومة لواء شلال الشوبجي وذلك في محافظة الضالع وتعيين العميد محمد الشوبجي قائدا للواء .
وعقب رحيل والده بشهر واحد العام الماضي، خرج العميد محمد يحيى الشوبجي ليؤكد إنه مهما بلغ حجم التضحيات الجسيمة التي قدمتها أسرة الشوبجي خاصة، وأبطال جبهة الضالع بشكل عام، إلا أنها تعتبر رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن و كرامته.
وقال قائد اللواء “السادس” مقاومة حينها في تصريح صحفي لوسائل الإعلام إن “التضحيات الكبيرة التي قدمتها أسرة الشوبجي، وأبطال القوات الجنوبية المشتركة منذ اندلاع معركة الضالع الثانية، كانت بمثابة فاتورة الانتصار الجنوبي باهظة الثمن”.
وخلال العام الجاري احتفى العميد الشوبجي بتخرج وحدة مكافحة الإرهاب في محافظة الضالع والتي أسندت قيادتها إليه إلى جانب عمله السابق كقائد للواء السادس ليفرض نفسه كواحد من القيادات الشابة ذات الحضور والفعالية في المشهد الجنوبي.
مدرسة الشوبجي
كان القائد شلال الشوبجي والذي يعمل مديرا لأمن ميناء محافظة عدن أول أفراد عائلة الشوبجي الذين ترجلوا في ميدان المعركة في مايو/أيار 2019، بعد أن توجه من عدن إلى جبهات القتال في الضالع لمواجهة الحوثيين الذين حاولوا الهجوم مجددا على المحافظة بعد أن طردتهم المقاومة وكانت أول محافظة تتحرر من المليشيات.
وقتل القائد “شلال” وهو يقاتل المليشيات الحوثية في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في بلدة “حجر” شمال محافظة الضالع.
وفي يونيو/حزيران 2019 أي بعد شهر واحد، ترجل أخيه الجندي مازن الشوبجي أحد منتسبي إدارة أمن عدن وذلك في مواجهات مع مليشيات الحوثي في بلدة “شخب” شمالي الضالع ليلحق بشقيقه شلال.
وفي أكتوبر/تشرين أول من نفس العام، لحق أنور الشوبجي بشقيقيه، شلال ومازن خلال مواجهات مع مليشيات الحوثي في شمالي الضالع حيث تصدى مع رفاقه لهجوما شنته المليشيات الحوثية.
وتعتبر الحكومة والمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية عائلة الشوبجي، “نموذجا للتضحية والفداء، في محراب العزة والكرامة في مشهد قلما يتكرر في التاريخ”.