شراك خداعية مختلفة الألوان والأحجام والأشكال زرعتها مليشيات الحوثي في اليمن، وذلك على طريقة حزب الله الإرهابي.
ولم تستثن مليشيات الحوثي شيئا من خطط حزب الله الإرهابي الخبيثة إلا وفعلتها، حيث فخخوا الشجر والحجر وعلب الفول وجذوع النخيل وجوالين الماء، وألعاب الأطفال وحتى الأقلام لم تسلم من حيلهم الشيطانية، كما ابتكروا أشكالا مموهة تماثل الأحجار وطوب البناء والصخور وأخرى تماثل جذوع الأشجار.
وعثر مؤخرا على عينات من ألغام تم زراعتها من مخلفات أسطوانة الغاز المنزلي، وأدوات قديمة كانت تستخدم لطهي الطعام، وبمرور الوقت وبفعل عوامل الصدأ والرطوبة والتعرية يقل وزنها المطلوب فتنفجر عند أي وزن يمر عليها.
وتصنع مليشيات الحوثي، العبوات المموهة بأوزان مختلفة منها يتراوح وزنها من 5 كيلوغرامات إلى 10 كيلوغرامات، فيما تصل أكبر عبوة معدلة إلى 500 كيلوغرام، وعادة تكون رؤوس الصواريخ.
ويقول خبراء اليمن إن الحوثيين يستغلون جهود السلام وخفض التصعيد في تكثيف زراعة الألغام والعبوات الناسفة والمموهة، وذلك لرخصة ثمن تصنيعها ويتم زراعتها بشكل عشوائي بين الأحياء السكنية وفي المدن والقرى والطرقات.
استنساخ أسلوب حزب الله ويربط خبراء بين أساليب مليشيات الحوثي وأسلوب حزب الله الإرهابي في تفخيخ شحنات الفاكهة، حيث طور مليشيات الحوثي عبوات تحاكي الطبيعية وأخرى تماثل جذوع الأشجار، وحتى العلب المعدنية التي يتم حشوها بقطع حديدية وكمية من البارود وحشوة متفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها.
خبير نزع الألغام في اليمن، سامي سعيد، يؤكد أن الحوثيين استنسخوا أسلوب حزب الله في شكل العبوات المموهة، وذلك بعد تفخيخهم جذوع النخيل، وعلب الفول والأدوات المعدنية التي تستخدم لأغراض مدنية.
ووصف سعيد في تصريح لـ”العين الإخبارية”، فخاخ الحوثي أنها “جريمة حرب” حيث تعد شراكا خداعية تستهدف المدنيين والعاملين في نزع الألغام بشكل رئيسي لأن النازع يمسح حتى أماكن القمامة، ويعطي عندها جهاز نزع الألغام إنذارا على معظم المعادن ما يصعب اكتشافها.
وقال “بالفعل فخخت مليشيات الحوثي أنواعا مختلفة من الأدوات المعدنية منها علب الفول، وعندما كنا نعثر عليها كنا نتساهل في تفكيكها لكن نتفاجأ بانفجارها بالنازعين وقتلهم”.
واستشهد سعيد بقصة أحد زملائه الذي عثر على علبة فول كان يعتقد أنها فارغة فقام بركلها بقدمه قبل أن تنفجر بشكل مدو ما أدى إلى بتر قدمه، ووقعت الحادثة في الساحل الغربي لليمن.
“وبشأن جذوع النخيل تم العثور عليها في مناطق الجاح، وكذلك أجزاء من نخيل الدريهمي، كما وجدنا فخاخا على شكل طوب وخرسانات إسمنتية وهذه تترك في المنازل وعلى جنبات الطريق والمنشآت الحكومية”، وفقا للخبير اليمني.
حرب غير تقليدية وباتت معركة نزع الألغام والعبوات الناسفة والمموهة في اليمن حربا غير تقليدية وغير مسبوقة بسبب قدرات المليشيات الحوثية التي طورت أشكالاً وأحجاماً مختلفة.
ووفقا للعقيد إسكندر علي في تصريح لـ”العين الإخبارية”، فإن “الألغام الأرضية اللي حصلناها كلها إيرانية بعضها معبأة ومجمعة محلياً، ما يعني أن المواد والخبرات جاءت من حزب الله وإيران، والتطبيق والتنفيذ في اليمن”.
وأضاف أن “بصمات حزب الله والحرس الثوري تظهر بوضوح على مختلف الألغام التي طورتها مليشيات الحوثي بما فيه الألغام البحرية”.
ومن جهته، قال مدير مشروع مسام السعودي لنزع الألغام في اليمن أسامة القصيبي، إن مليشيات الحوثي حولت علب الفول وجذوع النخيل إلى متفجرات ووضعتها في مزارع اليمنيين.
وأوضح في تصريحات صحفية، أن مليشيات الحوثي تضع قطعاً حديدية في علب الفول وكمية من البارود وحشوة متفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها، بالإضافة إلى تمويه العبوات الناسفة على شكل صخور مفخخة أو جذوع نخل متفجرة ووصفها بالطرق الغريبة.
وأضاف أن ” أكثر أنواع الألغام والعبوات الناسفة التي تعاملت معها فرق “مسام” والتي تم تطويرها وتمويهها من قبل المليشيات الحوثية، كانت على شكل أحجار وخرسانات حديدية وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة”.
وكشف أن فرق “مسام” السعودي نزعت على مدار 5 أعوام في اليمن قرابة 380 ألف لغم وذخيرة غير متفجرة وعبوة ناسفة، قامت بزراعتها مليشيات الحوثي بعشوائية ومن دون خرائط في مختلف المحافظات اليمنية.