السبت – 01 أبريل 2023

شبكة المهرة الاخبارية / مجدي القبلاني

اول أيام شهر رمضان المبارك كنت في حلم واقعا عشت فيه قصة لم اجد لها عنوان  يحمل مسؤلية عمق التفاصيل التي أريدها أن تصل بلمحة بصر قارئ أو متصفح أو مشاهد يقف لحظات ليعيش معي رحلتي الأولى بعد 28 عام مضى إلى جزيرة عبدالكوري التي تعتبر ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل سقطرى تتبع إداريا لمديرية قلنسية تبلغ مساحة طول الجزيرة قرابة 53 كيلو متر وعرضها قرابة 14كيلو متر .

أن تستكشف جزيرة عبدالكوري حلم تاريخي أن تتحدث مع أبنائها وتعيش معاناتهم فرصة لا تتكرر مرتين أن تغامر بين المحيطات والبحار الهائجة بأمواج مرعبة ل120ميل بحري  على مثن سفينة خشبية قرار شجاع
كانت الشمس ساطعة شديدة الحرارة عند الساعة الواحدة ظهرا التي غادرنا فيها ميناء جزيرة سقطرى بإتجاه جزيرة عبدالكوري مرورا بجزيرة سمحه قضينا قرابة 15 ساعة على مثن السفينة حتى وصولنا مشارف جزيرة سمحه في صباح اليوم التالي الساعة السادسة والنصف .

مشاهد رسمت صور دهنية لا ننساها ابدا من معاناة قطعت قلوبنا أهالي سمحة ما يزالوا للأن  يطبخون بحطب و الأصعب هنا بأن الحطب يأتون به من جزيرة سقطرى بواقع 40 ميل بحري قرابة ثلاث ساعات من مديرية قلنسية التي تعتبر الأقرب مسافة  وسط خطورة المشهد لكن هكذا يعتادون سكان أهالي سمحة

الأطفال  لهم قصة أخرى تحذو كل المعاناة
هنا في هذة العزلة الأطفال بأنفسهم يصنعون ألعابهم يقضون فيها أمتع اللحظات لا توجد محلات العاب ودخل أسرهم لا يكفي سوى توفير المأكل والمشرب من دخلهم المحدود هنا قررت بأن يكون عنوان هذة القصة
( صرخة طفل ) الطفل المحروم من أبسط حقوقه الألعاب الملابس التعليم الصحة كل هذا الشي لم أره مناسبا ولسان حال يقول اقل القليل الألعاب والملابس ليس بالشيء الصعب أن نطلق حملة إنسانية نجمع فيها الألعاب والملابس ونقدمها لهم حتى نرسم لهم إبتسامة
ضلت خلف هذة الأوجه البريئة لكم هذا النداء ..

بعد مرور ساعات أنطلقنا بإتجاه جزيرة عبدالكوري التي تبعد قرابة ست ساعات وقلوبنا تحسرت بما رأيناه في جزيرة سمحة لكن رأينا عيش المواطن عند وصولنا عبدالكوري صعب جدا 
اول معضلة بأن الماء يشربونه بنسبة ملوحة لا يستطيع غيرهم شربه
لا إتصالات ولا إنترنت  يربطهم مع أهاليهم وأسرهم خارج الجزيرة
موسم الخريف يعيشون فيه معزولون تماما بسبب إغلاق المنفذ البحري لقرابة خمسة أشهر كما هو حال جزيرة سمحة المنسية
قرئ صغيرة وعدد سكان ليس بكثير في جزيرة سمحة قرابة ثلاثين أسرة وعبدالكوري قرابة الميتين أسرة يعيشون بدخلهم المحدود  اعتماد مصدر عيشهم على الاصطياد بدرجة أساسية بفترة محدودة يمارسون فيها الإصطياد وطلب الرزق لأسرهم من بداية أكتوبر حتى نهاية إبريل تم بعدها يتوقفون عن العمل طيلة موسم الخريف لقرابة خمسة أشهر دون أي مصدر دخل سوى أنهم غارقين بديون يتم تموينهم من الجمعيات السمكية والمستثمرين بمبالغة تصل إلى مليون ريال للغذاء خلال موسم الخريف

تجاعيد وجوههم تظهر فيها مشقة المعاناة التي لا توصف  وسوء التغذية الذي يلتهم أجسامهم لا يعرفون الفواكة والخضروات والا الحلويات سوى اكلهم الشعبي البسيط والذي يتكون من الرز والصيد إلى ذلك اللحم في المناسبات الاجتماعية
بيوت شعبية مصنوعة من الأخشاب ومنها حديثة بصنع ايادههم في الفترات الأخيرة
أهات وصرخات  المريض و احيانا يموت أمام أعينهم بعد مشقة السفر على مثن قارب صيد صغيرة ولكن احيانا  بكفاح ليس بعادي أهالي الجزيرة يستطيعون إنقاذه بمغامرة نعود أو لا نعود برعاية الله وحفظه
الدعم و الدور الإماراتي الإنساني السخي خفف من عبء المعاناة وعمل على نقلة نوعية في معظم الأزمات بتوفير طائرة خاصة بأسم عبدالكوري إلى ذلك سير قوافل وحملات غذائية إغاثية إلى ذلك تحليه المياة المالحة والتي تعتبر المعضلة الكبرى في الجزيرة

إما الصحة اتاحت لي الفرصة بمقابلة شيخ ومدير عام جزيرتي عبدالكوري وسمحه
الشيخ / غالب أحمد  وبإختصار دقيق قال : كنا نرئ المريض يموت أمام أعيننا اي معاناة أكثر من هذة ؟
تلعثمت ولم أستطيع قول شي حقيقة
وواصل قائلا .. أحيانن نصادف حالات طارئة تحتاج إلى إسعاف عاجل خصوصا في حالات الولادة إلى ذلك الحوادث والكسر والحروق  وغيره بذك الوقت أحيانن يصادف البحر مضطرب بأمواج عاتية الله العالم كمية المخاطرة الي نخوضها لإسعاف المريض أو أحيانن نواجه مخفض جوي تمطر فوقنا على مثن القارب ونحن في حال لا يعلم به الى الله ولكن بعدها بفضل من الله ودعم دولة الخير وفرت طائرة إنسانية خاصة تنقلنا كل أسبوع وتسعف المريض بسرعة مباشرة الحالات الطارئة وهذا أكبر إنجاز تاريخي حصلنا عليه

حملات إعلامية معادية أستهدفت دعم دولة الإمارات العربية المتحدة المستمر ووقوفها المساند مع أبناء جزر الأرخبيل ولفقت إشاعات ليس لها أساس من الصحة حول وجود قواعد عسكرية استخباراتية في جزيرة عبدالكوري وطرد أبنائها خارج الجزيرة كنا هناك ومن أرض الواقع نقلنا لكم الحقيقة خلال تنقلنا بالجزيرة وقراها لا يوجد اي إخلاء للسكان خارج الجزيرة ولا توجد أي حركة مشبوهه فقط هم أهالي عبدالكوري يديرون جزيرتهم بأنفسهم ..