التغيير الديمغرافي بالمهرة وتحويل المهرة الى أقلية
شبكة المهرة الأخبارية /متابعات/ الأربعاء 16 يناير 2025م:
بقلم / العميد مسلم احمد كده
ان تغيير التركيبة السكانية في محافظات الجنوب عامة والمهرة خاصة تعد سياسة ممنهجة. و عند الغوص في التفاصيل، تظهر صورة أكثر قتامة: صورةٌ تُظهر كيف يتم استجلاب الآلاف من الشماليين تحت ذريعة النزوح، ومن ثم يتم توظيفهم لخدمة أجندات سياسية وعسكرية تهدد استقرار المهرة خاصة والجنوب عامة . لا يخفى على أحد أن هناك مخطط كبير لتغيير الهويه المهرية تقوده قوى خفية بدعم من الأحزاب اليمنية؟ يُروج للشماليين الذين يتم استجلابهم إلى الجنوب على أنهم (نازحون) فرّوا من ويلات الحرب. لكن هل هم حقاً ضحايا؟ أم أنهم تحولوا إلى أدوات في يد قوى تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة؟ لسنا ضد النازح الذي فر من ويلات الحرب، بل هذا النوع يجب حمايته وتوفير الأمن والآمان لهم. لكن عندما يتم إستغلال هؤلاء لخدمة أجنده تضر بالشعب المهري الذي أحتضنهم كما أحتضن نخبهم السياسية في الحكومة، هنا تصبح المشكلة وجودية. في المهرة بشكل خاص، يتم توظيف هؤلاء النازحين في صفوف الجماعات الإخوانية ،إن لم تكن تخدم جماعة الحوثيين. هل يعقل أن يكون هؤلاء الأشخاص، الذين يُفترض أنهم يبحثون عن الأمان، قد تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مجندين ضد إرادة الشعب الجنوبي؟ أم أن هناك من يستغل حاجتهم ويوجههم لخدمة أجندات معينة؟ عند النظر الى طبيعة هؤلاء، من الواضح جداً انه يتم إستجلاب أفراد لهم إنتماءات سياسية سابقة. أضف اليهم النازحين الذين شكلوا جماعات تمتهن ظاهرة التسول والأسوأ هو تجنيد الأطفال والنساء للقيام بهذه المهنة في الأسواق والاماكن العامة والطرقات وهذا بشكل واضح في عواصم المحافظات الجنوبية ومنها الغيضة. جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر أحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد السياسي، تقف خلف هذه التغييرات الديموغرافية. من خلال استغلال النازحين، و تعمل الجماعة على تعزيز نفوذها في الجنوب، مستخدمة أساليب التضليل الإعلامي والعمل الخيري. لكن من يقف خلف الإخوان؟ هل تعمل الجماعة بمفردها؟ أم أن هناك دولا إقليمية تدعمها كجزء من استراتيجية أوسع لفرض أجندة لا تتلاءم مع إرادة الشعب الجنوبي. في النهاية، يدفع شعب الجنوب ثمن سياسة التغييرالديموغرافي وقد يخلق توترات اجتماعية وسياسية بين السكان الأصليين والنازحين، مما يزيد من خطر الصراعات الداخلية. فكما رأينا في المهرة مؤخراً، هؤلاء النازحون بدلاً من اهتمامهم بالعمل واحترام إرادة الشعب المهري، فجأة تحولوا الى نشطاء سياسين بل وأكثرهم يشاركون في الإعتصامات لإيهام الراي العام المحلي والإقليمي والدولي بأن هناك إنقسامات داخلية بين فئات الشعب في الجنوب وكذا بين النخب السياسية الجنوبية والمكونات المهرية ، أن اغلب الجرائم الجنائية يرتكبها الوافدين إلى محافظة المهرة من مختلف المحافظات اليمنية اضافة الى انتشار جرائم السرقات من قبل المهاجرين غير الشرعيين كالأحباش الأورمو القادمين من القرن الأفريقي المتواجدين باعداد كبيره في مختلف مديريات محافظة المهرة . ان سكان محافظة المهرة الأصليين يكاد أن يصبحوا أقلية في المستقبل القريب جراء سياسة التغيير الديموغرافية المتبعة على نطاق واسع في ظل غياب الوعي السياسي لابناء محافظة المهرة والسلطات المحلية لمواجهة هذه الظاهرة من خلال رؤية واستراتيجية ودراسة وبحث أسبابها ومعالجة آثارها السلبية على المحافظة ، لقد استطاع الوافدين(النازحين) من الاستحواذ على الوظيفة العامة في المجال المدني والعسكري والأمني وتهميش ابناء المهرة حتى في الأعمال المهنية والحرفية والأيدي العاملة في مختلف المجالات .